مصطفى عبد العظيم (دبي)

أكد ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة شركة «روتانا»، أن آفاق مستقبل القطاع السياحي في أبوظبي تحمل الكثير من مؤشرات النمو والازدهار، بفضل النقلة النوعية التي شهدتها البنية التحتية السياحية خلال السنوات الأخيرة، التي أسهمت في ترسيخ موقع العاصمة في قلب خريطة الوجهات السياحية العالمية.
وكشف النويس عن تخطيط مجموعة روتانا لتوسيع محفظتها الفندقية في أبوظبي لتصل إلى 17 فندقاً تضم أكثر من 5 آلاف غرفة، للاستفادة من فرص النمو المستقبلية، مشيراً إلى أن أبوظبي هي مكان بدء وانطلاق مجموعة روتانا للعالمية قبل أكثر من 25 عاماً، حيث تدير الشركة في العاصمة حالياً 16 فندقاً في أبوظبي تحت علاماتها الفندقية الخمس.
وأوضح النويس في حوار مع «الاتحاد» على هامش سوق السفر العربي بدبي، أن البنية التحتية السياحية في أبوظبي شهدت تطورات ضخمة خلال السنوات القليلة الماضية مع إطلاق العديد من المعالم الأيقونية، كمتحف اللوفر أبوظبي والوجهات الترفيهية العالمية، على غرار «وارنر برازرز» و«قصر الحصن»، والتي ساعدت بشكل كبير على استقطاب أنظار السياح من مختلف أنحاء العالم ودعمت المنتج السياحي لإمارة أبوظبي.
وأكد أن جميع هذه المعالم السياحية الجديدة في أبوظبي ساعدت على زيادة نسب الإشغال في قطاع الفنادق المتنامي في العاصمة، منوهاً بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي واللاعبين الرئيسيين بقطاع السياحة، كطيران الاتحاد وجزيرة ياس، للتسويق للإمارة في جميع المحافل الدولية.

زخم سياحي متواصل
وأوضح النويس أن القطاع السياحي في دولة الإمارات سجل معدلات نمو قوية خلال عام 2018، رغم التحديات التي واجهت صناعة السياحة العالمية، حيث استقطبت الدولة أكثر 20.5 مليون سائح بفضل تنوع الوجهات السياحية والدعم المستمر الذي توليه حكومة الإمارات لهذا القطاع الحيوي، والدعم المتواصل الذي يتلقاه من دوائر السياحة في كل إمارة على حدة، والاستثمارات المتنامية في البنية التحتية والمرافق السياحية الجديدة، والمكانة التي وصلت لها الدولة كإحدى أهم الوجهات السياحية إقليمياً وعالمياً.
وأوضح أن فنادق الدولة حققت أعلى نسب إشغال في الشرق الأوسط خلال العام الماضي بنسبة تجاوزت 80%، لتأتي ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية عالمياً من حيث نسب الإشغال على مدار العام، متوقعاً مواصلة الأداء الإيجابي لقطاع السياحة والضيافة بالدولة خلال العام الجاري والسنوات المقبلة، خصوصاً مع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية، واستضافة الدولة للفعاليات العالمية، مثل معرض إكسبو 2020 الذي سيعزز مكانة الدولة كوجهة جاذبة تستقطب السياح والمستثمرين على حدٍ سواء.



نمو الإشغال في الربع الأول
وأكد النويس تفاؤل مجموعة روتانا بأداء العام الجاري، حيث حققت معدلات الإشغال في فنادق روتانا نمواً خلال الربع الأول من 2019 في وجهات عديدة، وسجلت فنادق المجموعة نمواً بلغت نسبته 4% في أبوظبي و3.5% في دبي، بينما حققت فنادق المجموعة في بيروت نمواً بمعدل 17.5%. أما في المنامة، فقد شهدت فنادقنا الأربع نمواً بمعدل 15%.
وأشار النويس إلى أن روتانا تدير حالياً 65 فندقاً حالياً منتشرة في 23 مدينة عبر 12 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا الشرقية وتركيا.. وداخل الإمارات وحدها، تدير 9.694 غرفة في 35 فندقاً، وتعمل على تطوير 46 فندقاً في 28 مدينة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا الشرقية وتركيا.
وأضاف أن فنادق المجموعة حققت نمواً مطرداً في معدلات الإشغال ومتوسط سعر الغرف اليومي والعائد على الغرف المتوفرة، مدعومة بالاستراتيجيات والخطط التي تضعها الحكومة، لافتاً إلى أن التعديلات الجارية التي تهدف إلى تسهيل ضوابط استصدار تأشيرات السفر ستفتح الباب أمام أسواق سياحية جديدة، ستسهم في استقطاب المزيد من السياح، وإتاحة المجال أمام الفنادق لترسيخ تواجدهم في السوق مع ازدياد المعروض من الفنادق الجديدة، وكل هذا بمساعد كبيرة من قبل جميع دوائر السياحة في الدولة والتي تطلق على مدار العام العديد من المبادرات والخطط الاستراتيجية الطويلة المدى لتساعد في دعم قطاع السياحة، منوهاً بإعلان دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي مؤخراً عن رصد ميزانية بقيمة نصف مليار درهم خلال الأعوام الثلاثة 2019 و2020 و2021، للتسويق والترويج السياحي لإمارة أبوظبي في 15 سوقاً رئيسياً.

زيادة المعروض
وأوضح النويس فيما يتعلق بتأثر الزيادة الكبيرة في المعروض من الغرف الفندقية على أداء القطاع وتنافسيته، أن زيادة المعروض في الغرف الفندقية داخل دولة الإمارات هو حقيقة، وتحديداً دبي، حيث من المتوقع أن يصل عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 132 ألف غرفة مع نهاية عام 2019، إلا أن وجود متنزهات ترفيهية تحتضنها الدولة مثل دبي باركس آند ريزورتس في دبي وعالم فيراري ووارنر براذرز في أبوظبي، وجهود الناقلات الوطنية في زيادة عدد الوجهات التي تغطيها، واستمرار إطلاق وجهات سياحية وترفيهية جديدة، وتنويع المنتج السياحي في كل إمارة، سيساعد في تسجيل قطاع الضيافة والسياحة نسب إشغال مرتفعة عن طريق زيادة أعداد السياح للدولة على مدار الأعوام.
وأضاف أن دبي اليوم هي رابع أكثر مدينة يقـصدها السياح حول العالم، وتتقدم بسرعة نحو تطوير ما تقدمه كوجهة سياحية من خلال خطط واستثمارات استراتيجية، وأماكن جذب مبتكرة ليتسم قطاع ضيافتها بالتنوع والحيوية، مؤكداً ثقته بأن قطاع السياحة سيشهد نمواً قوياً ومستمراً خلال السنوات المقبلة في دبي، حيث تدير روتانا حالياً 13 فندقاً في دبي موزعة على مختلف علاماتها الفندقية، مشيراً إلى أن المجموعة تعمل على افتتاح 8 فنادق جديدة في دبي والتي ستضيف أكثر من 3230 للمحفظة الفندقية.

الإجراءات الحكومية المحفزة
أشار ناصر النويس إلى أن الإجراءات الحكومية المحفزة للقطاع السياحي، تساهم بشكل لافت في استقطاب المزيد من الزوار، وإتاحة المجال أمام الفنادق لتعزيز أدائها في السوق، ما منح القطاع السياحي زخماً قوياً خلال الفترة الماضية، وتوقع أن يتواصل ذلك الزخم خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن بعض القرارات الحكومية، مثل إلغاء التأشيرات المسبقة لعدد من الأسواق المهمة مثل روسيا والصين وبعض الدول الأخرى، وفتح الباب أمام أسواق جديدة، أسهمت في تعزيز موقع الدولة كوجهة سياحية مفضلة في المنطقة.